من خلال تساؤل معلمة ابنتي "من أين أتت أسماء أيام الأسبوع بالإنجليزية؟" بدأت من هذا التساؤل بالبحث عن سبب تقسيم اليوم إلي ٢٤ ساعة. سأكون شاكرًا إذا استطعتم توضيح ذلك لي. فقد أخفقت في إيجاد إجابة واضحة علي شبكة الإنترنت.

يرجع تقسيم الأيام إلي ٢٤ ساعة حقيقة غالبا إلى مصر القديمة. فقد قامت بذلك في كمرحلة أولى بتقسيم الليل إلي ١٢ فترة، مكونة من مدد غير متساوية حسب الفصول. وقد لاحظ المصريون أن هناك نجماً معيناً، سيريوس Sirius، يعلن عن قدوم موسم فيضان النيل. فإذا لاحظنا السماء طوال العام، فسنجد أن النجوم تنتقل ببطء جهة الغرب. نظراً لميل محور دوران الأرض بالنسبة لمداره حول الشمس (المسار الفلكي)، بينما تظل بعض النجوم غير مرئية لجزء من العام. ونطلق مسمى "الصحوة الشمسية" على النجم عندما يظهر من جديد، عند الظهور في الشرق قبل الشمس بقليل. ولحسن الحظ، أعلنت الصحوة الشمسية للنجم سيريوس Sirius (نجم ظاهر، كان يُعبَد قديما) عن قدوم فصل الفيضان بعد انقطاع دام لمدة ٧٠ يومًا. فحدد بالتالي العام المصري الجديد. وقد ساعدت تلك الحقبة من السنة في التأريخ للفلكيين. وقد شاهدوا في أثناء الليل ظهور ١٢ نجم يقال عليهم دائرة البروج (أي نجوم تكون متأخرة في صحوتها الشمسية ١٠ أيام- يوجد ٣٦ دائرة بروج في العام الواحد). ثم تم تقسيم الليل إلي ١٢ فترة وبالمثل بالنسبة للنهار. ومن هنا تنقسم الأيام إلي ٢٤ "ساعة"، مكونة من مدد غير متساوية. ويرجع اختيار التوقيتات الثابتة إلى علماء الفلك المسلمين في العصور الوسطى. ولم ينتشر استخدامها إلا في القرن الرابع عشر.

ظهر مفهوم الساعة للمرة الأولى علي الجدران الداخلية للأهرامات في نصوص الموتى بالدولة القديمة (حوالي ٢٣٠٠ قبل عصرنا هذا). وقد كان يشار إليها بأرنب يتبعه ثلاث نجوم مما يدل علي ساعات الليل، وقرص شمسي ليدل علي ساعات النهار. وترجع الساعات الكوكبية إلى نهاية الحقبة الوسطى الأولى (نحو ٢٢٠٠ قبل عصرنا هذا) حيث تشير لأول مرة إلي تقسيم الليل إلي ١٢ ساعة، حيث الساعات بفترات طبيعية متغيرة أثناء الفصول. وبالمثل بالنسبة لساعات للنهار بدءاً من الحقبة الجديدة (نحو ١٦٠٠ قبل عصرنا هذا)، عن طريق تدفق كمية من المياه موجودة داخل ساعة مائية. فتقسيم اليوم إلي ٢٤ ساعة أمر قديم جدًا. وتم اقتباسه فيما بعد من قِبَل اليونانيين، ثم الرومان، الذين استعمروا الأرض المصرية منذ القرن الرابع قبل عصرنا هذا.